أحوالنا

زينب إسماعيل تكتب: القاضي وكلب أصحاب الكهف

زينب إسماعيل
زينب إسماعيل

إذا رأيت تغيرا بين الإنسان ومبادئه غالبا لا يكون السبب فيه ولا في المبادئ،إنما الذي تغير وتبدل هو الظروف التي تحيط به أو المصالح التي  يريد الحفاظ عليها.

وعندما يتعلق الأمر بالرشوة - وهو سلوك انساني بغيض - الأمرهنا يحتاج الي وقفة مع "النفس"  ليست النفس الطيبة إنما النفس الأمارة بالسوء التي تزين وتهون  الرشوة راشيا كان أو مرتشي ! والتي قال فيها رسولنا الكريم « لعن الله الراشي والمرتشي، والرائش الذي يمشي بينهما» - جدير بالذكر هنا حكاية الرجل الذي ﺩﻓﻦ ﻛﻠﺒﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺸﻜﻮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻓﻠﻤﺎ ﺣﻀﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺳﺄﻟﻪ : ﻫﻞ ﺩﻓﻨﺖ ﻛﻠﺐ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ وصاني الكلب بذلك فنفذت ﻭﺻﻴﺘﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﻳﺤﻚ ﺗﺪﻓﻦ ﻋﻴﻨﺎ ﻧﺠﺴﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺛﻢ ﺗﺴﺘﻬﺰﺉ ﺑﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ؟ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ: ﻟﻘﺪ ﺃﻭﺻﻰ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺑﺄﻟﻒ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ .. ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﺍﻟﻔﻘﻴﺪ !!! ﻓﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺻﻨﻴﻊ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ !!  ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻻ ﺗﺘﻌﺠﺒﻮﺍ ﻟﻘﺪ ﺗﺎﻣﻠﺖ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﻣﻦ ﻧﺴﻞ ﻛﻠﺐ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﻬﻒ !!

هكذا ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﻢ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ والظروف ﻭﻣﺎ ﺗﻘﺘﻀﻴﻪ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ  فينطقون بالباطل ويدافعون عنه حسب مصالحهم وما يؤسف له قصة صاحب الآربعة مليارات جنية التي اقتطعها لنفسه بالباطل ناسيا أن وظيفته اسمها "رئيس مجلس امناء" لجامعة لها قدرها وبالتالي له قدره ومركزه الرفيع فيها ، ومع ذلك باع كل هذا بمليارات لا تساوي موقفه حين قبض عليه وحالته عند الإفراج عنه والذي كان مشروطا  بأن يتنازل عن كل ما حصل عليه بالباطل والتزوير!  ولكنها النفس الأمارة بالسوء التي زينت له المال الحرام واكتنازه وزادالمال وبقدر الزيادة كانت الفضيحة !  .. لو فكر للحظة أصحاب النفوس الضعفة المرتشين عواقب خطيئة الرشوة ما سمعنا يوما عن هذا السلوك المشين بيننا ، ولكن للأسف هكذا ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ - حتي يومنا هذا- ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﺒﺎﺩﺋﻬﻢ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺮﻏﺒﺎﺕ وبالرشوة ينطقون بالباطل ويدافعون عنه حسب مصالحهم  والنتيجة الفضيحة لهم ولأهلهم والهلاك غير المباشر  للمجتمع وقد لا يظهر الهلاك في وقت سريع  بل قد يمتد سنوات الي أن يقع المرتشي في يد العدالة ويتحول الي اضحوكة يتندر بها الناس .. تماما مثل القاضي الذي أباح دفن الكلب في مقابر المسلمين !